1 قراءة دقيقة
خطر المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا

    


       تقول " وفاء عايش " مدير إدارة التغذية العلاجية في هيئة الصحة بدبي : إن

 الأطعمة المعدلة وراثياً ، هي التي يتم  فيها إدخال جين من صنف آخر إلى نواة الخلية

 التي يراد تعديلها ، ليندمج هذا الجين الجديد في مورث الخلية ، ثم يجري تكاثر الخلية

 المعدلة ، حتى يمكن الحصول على كائن حي (قابل للتكاثر) ذي برنامج وراثي مكتمل .

 وقد تم حتى الآن تعديل عشرات من الكائنات الحية (نباتية أو حيوانية) أشهرها : فول

 الصويا والأرز والذرة ، دوار الشمس ، والترمس ، والبطاطس، والبندورة ، والقرع ،

 وقصب السكر، والشمندر، واللفت . و من الأشجار : التفاح ، الجوز ، والحمضيات .

 كما تم التعديل على كثيرمن الحيوانات ، ومنها الأرانب والأسماك  والطيور والأبقار .

 فتعديل هذا العدد الهائل من الأنواع يتم بهدف تحقيق كمية أكبر من الإنتاج ، أوتضمين

 بعض المنتوجات ما يحتاجه المستهلك من عناصر مغذية ، فمثلا تم تعديل الأرز ليحتوي

 على فيتامين أ، والبطاطس تم تعديلها وراثيا لتحتوي على بروتينات حيوانية تعوض

 اللحوم ، وفول الصويا المعدل وراثيا غني ببعض الأحماض الأمينية . و هذا بدعوى

 محاربة نقص الغذاء ،  و مشاكل سوء التغذية في الدول الفقيرة .

  طُرحت الأغذية المعدّلة وراثياً للمرة الأولى في السوق عام 1990 في الولايات 

المتحدة . ومن هذه  المحاصيل المزروعة : فول الصويا ، الذرة ، والكانولا والكتان

 لإنتاج الزيت ، القطن ، وبنجر السكر، والبابايا ، والكوسه ، والطماطم والبطاطا .

 ومعظم التعديل الوراثي هو إما لجعل المحصول مقاوماً لمبيدات الحشائش أو للحشرات 

أو لكليهما . وتقدّرنسبة المحاصيل المزروعة والمعدَّلة وراثياً في الولايات المتحدة 

الأميركية للعام 1999 بـ 65% من فول الصويا و31% من الذرة و40% من القطن .

 وفي كندا يزرع نبات الكانولا (لإنتاج زيت الطعام) المعدَّل وراثياً بنسبة 70% من

 المحصول الكلي لهذا النبات . ولفتت الأخصائية إلى أن هناك أضراراً كبيرة تحدث

 للبيئة نتيجة نمو آلاف النباتات المحورة جينيا ، وما  يحدث للطيور والحشرات 

والعضويات الدقيقة والحيوانات ، عندما يحدث اتصال مع هذه المنتجات .

   إنها التجربة الأكثر خروجاً عن السيطرة التي تواجه العالم الطبيعي . فالأغذية المعدلة

 وراثيا لم تخضع بعد لدراسات وتجارب تبين أثرها على صحة الإنسان ، وعلى البيئة

 على المدى البعيد . وأشارت إلى أن المزروعات المعدلة وراثيا ستكون أكثر مقاومة 

لمبيدات الأعشاب ، وستؤدي بالتالي إلى مضاعفة استخدام هذه المبيدات العشبية ، مما 

يؤثر سلبا على البيئة وصحة الانسان ، كما يمكن أن تؤدي تقنيات التحوير الوراثي إلى 

حدوث طفرات غير متوقعة في الكائن المحور وراثيا ، وإلى استحداث مستويات جديدة

 وعالية من السموم في الغذاء .

  لقد بدأت الدراسات العلمية و الأبحاث في كل من أوروبا و الولايات المتحدة تتراكم

 حول علاقة هذا النوع  من الغذاء بالانتشار الواسع و المريب لكثير من الأمراض مثل

 الحساسية المفرطة للطعام ، أنواع مختلفة من السراطانات ، أمراض المخ و الأعصاب

 مثل الزاهايمر و الباركينسون ، أمراض العقم و تشوه الأجنة التي أدت إلى انخفاض

 عالمي لمستوى الخصوبة لدى الجنسين .



تجدر الإشارة إلى أن بعض الولايات في الولايات المتحدة منعت زراعة الأصناف

 المعدلة وراثيا . و تخوض جمعيات المستهلكين و أنصار البيئة في ولايات أخرى حربا 

شرسة ضد شركات الزراعة المعدلة . اليابان وألمانيا و أيرلندا و بلغاريا و نيوزيلندا

 حسمت الأمر منذ البداية و منعت استرادها بسبب نسبة الوعي المجتمعي الكبيرة . فرنسا

 سمحت بزراعة الذرة المعدلة تحديدا ثم عادت و منعتها . أما المجر و اليونان و النمسا

 ولوكسمبورغ فقد فرضت على الإنتاج و الاستيراد قيودا مشددة . فيما بقيت دائرة الإنتاج

 ضيقة في كل من جمهورية  التشيك و رومانيا و سلوفاكيا و بولندا و البرتغال .   

يطرح السؤال هل هناك قيود أو رقابة على هذا النوع من المنتجات في الوطن العربي ؟

و هل تواكب قوانين الاستيراد و الهيآت الصحية و الغذائية التطور السريع لتكنواوجيا 

الغذاء و الهندسة الوراثية  ؟


نقلا عن صحيفة البيان و بتصرف .


تم عمل هذا الموقع بواسطة