
تقول " وفاء عايش " مدير إدارة التغذية العلاجية في هيئة الصحة بدبي : إن
الأطعمة المعدلة وراثياً ، هي التي يتم فيها إدخال جين من صنف آخر إلى نواة الخلية
التي يراد تعديلها ، ليندمج هذا الجين الجديد في مورث الخلية ، ثم يجري تكاثر الخلية
المعدلة ، حتى يمكن الحصول على كائن حي (قابل للتكاثر) ذي برنامج وراثي مكتمل .
وقد تم حتى الآن تعديل عشرات من الكائنات الحية (نباتية أو حيوانية) أشهرها : فول
الصويا والأرز والذرة ، دوار الشمس ، والترمس ، والبطاطس، والبندورة ، والقرع ،
وقصب السكر، والشمندر، واللفت . و من الأشجار : التفاح ، الجوز ، والحمضيات .
كما تم التعديل على كثيرمن الحيوانات ، ومنها الأرانب والأسماك والطيور والأبقار .
فتعديل هذا العدد الهائل من الأنواع يتم بهدف تحقيق كمية أكبر من الإنتاج ، أوتضمين
بعض المنتوجات ما يحتاجه المستهلك من عناصر مغذية ، فمثلا تم تعديل الأرز ليحتوي
على فيتامين أ، والبطاطس تم تعديلها وراثيا لتحتوي على بروتينات حيوانية تعوض
اللحوم ، وفول الصويا المعدل وراثيا غني ببعض الأحماض الأمينية . و هذا بدعوى
محاربة نقص الغذاء ، و مشاكل سوء التغذية في الدول الفقيرة .
طُرحت الأغذية المعدّلة وراثياً للمرة الأولى في السوق عام 1990 في الولايات
المتحدة . ومن هذه المحاصيل المزروعة : فول الصويا ، الذرة ، والكانولا والكتان
لإنتاج الزيت ، القطن ، وبنجر السكر، والبابايا ، والكوسه ، والطماطم والبطاطا .
ومعظم التعديل الوراثي هو إما لجعل المحصول مقاوماً لمبيدات الحشائش أو للحشرات
أو لكليهما . وتقدّرنسبة المحاصيل المزروعة والمعدَّلة وراثياً في الولايات المتحدة
الأميركية للعام 1999 بـ 65% من فول الصويا و31% من الذرة و40% من القطن .
وفي كندا يزرع نبات الكانولا (لإنتاج زيت الطعام) المعدَّل وراثياً بنسبة 70% من
المحصول الكلي لهذا النبات . ولفتت الأخصائية إلى أن هناك أضراراً كبيرة تحدث
للبيئة نتيجة نمو آلاف النباتات المحورة جينيا ، وما يحدث للطيور والحشرات
والعضويات الدقيقة والحيوانات ، عندما يحدث اتصال مع هذه المنتجات .
إنها التجربة الأكثر خروجاً عن السيطرة التي تواجه العالم الطبيعي . فالأغذية المعدلة
وراثيا لم تخضع بعد لدراسات وتجارب تبين أثرها على صحة الإنسان ، وعلى البيئة
على المدى البعيد . وأشارت إلى أن المزروعات المعدلة وراثيا ستكون أكثر مقاومة
لمبيدات الأعشاب ، وستؤدي بالتالي إلى مضاعفة استخدام هذه المبيدات العشبية ، مما
يؤثر سلبا على البيئة وصحة الانسان ، كما يمكن أن تؤدي تقنيات التحوير الوراثي إلى
حدوث طفرات غير متوقعة في الكائن المحور وراثيا ، وإلى استحداث مستويات جديدة
وعالية من السموم في الغذاء .
لقد بدأت الدراسات العلمية و الأبحاث في كل من أوروبا و الولايات المتحدة تتراكم
حول علاقة هذا النوع من الغذاء بالانتشار الواسع و المريب لكثير من الأمراض مثل
الحساسية المفرطة للطعام ، أنواع مختلفة من السراطانات ، أمراض المخ و الأعصاب
مثل الزاهايمر و الباركينسون ، أمراض العقم و تشوه الأجنة التي أدت إلى انخفاض
عالمي لمستوى الخصوبة لدى الجنسين .

تجدر الإشارة إلى أن بعض الولايات في الولايات المتحدة منعت زراعة الأصناف
المعدلة وراثيا . و تخوض جمعيات المستهلكين و أنصار البيئة في ولايات أخرى حربا
شرسة ضد شركات الزراعة المعدلة . اليابان وألمانيا و أيرلندا و بلغاريا و نيوزيلندا
حسمت الأمر منذ البداية و منعت استرادها بسبب نسبة الوعي المجتمعي الكبيرة . فرنسا
سمحت بزراعة الذرة المعدلة تحديدا ثم عادت و منعتها . أما المجر و اليونان و النمسا
ولوكسمبورغ فقد فرضت على الإنتاج و الاستيراد قيودا مشددة . فيما بقيت دائرة الإنتاج
ضيقة في كل من جمهورية التشيك و رومانيا و سلوفاكيا و بولندا و البرتغال .
يطرح السؤال هل هناك قيود أو رقابة على هذا النوع من المنتجات في الوطن العربي ؟
و هل تواكب قوانين الاستيراد و الهيآت الصحية و الغذائية التطور السريع لتكنواوجيا
الغذاء و الهندسة الوراثية ؟
نقلا عن صحيفة البيان و بتصرف .